ما هي أفضل طريقة للتغلب على الكسل و التسويف?

ما هي أفضل طريقة للتغلب على الكسل و التسويف.

ما هي أفضل طريقة للتغلب على الكسل و التسويف.

ما هي أفضل طريقة للتغلب على الكسل و التسويف.
ما هي أفضل طريقة للتغلب على الكسل و التسويف.

بعد دراسة جذور التسويف  وكيفية التغلب عليه لسنينٍ عدة حتى الآن.

وتعلم أشياء كثيرة جدًا ولكن أكثرها وضوحًا على الاطلاق كانت عن كيف يعمل العقل البشري.

ولتوضيحها عن طريق مثال: حينما تأكل طعام جيد, يبدأ عقلك في الإضاءة.

لأن تلك العملية ترسل اشارة الي العقل تحوي إمدادات إيجابية.

وفي نطاق كيمياء الاعصاب, يُعرف ذلك بال”دوبامين“. والدوبامين يعتبر مؤشر عصبي مسئول عن التحفيز.

وما يقوله الدوبامين لعقلك: “هذا النشاط رائع, افعله مرة اخرى” وذلك ؛لأنه قد رأى أن هذا النشاط مفيد لبقائك على قيد الحياة.

وبالطبع يعتبرالدوبامين هو العامل الاساسي الذي يدفعك للعمل في تلك الايام الطوال وليالي العمل على شيء لا يوفر لك مكافأة في المدى القريب.

وبدون الدوبامين لن نكون قادرين على فعل أي شيء.

ويمكنك ملاحظة أن الناس الذين يعانون من مرض باركنسون* “Parkinson’s” لديهم كميات قليلة من الدوبامين وذلك لأن جزء من الدماغ يسمى المادة السوداء “Substantia Nigra” قد تدمر. واذا تعرفت على شخص يعاني ذلك المرض ستلاحظ أنه شديد الجمود والثبات. وذلك لأن الدوبامين يساعد على التحكم في حركة الجسم. وللعلم يُستخدم Levodopa أو L-DOPA للتخفيف من أعراض مرض باركنسون. وذلك يعبر عن الدوبامين في هيئتِه الطبية.

ومن الناحية الاخرى, بدون دوبامين لن يوجد أبدًا شيء يسمى الادمان.

فكر في ذلك: يعرف معظم البالغين أن التدخين مضر لهم. ومع ذلك, يوجد ملايين من البالغين في أنحاء العالم يُدخنون بغض النظر عن عواقبها.

ذلك لأنهم لديهم مشكلة مع الدوبامين. إنهم حرفيًا لا يستطيعون التوقف لأنهم قاموا بربط جزء من دماغهم للسعي وراء”المكافأة” والتي هي في هذه الحالة, التدخين. فقد جعلوا جزء من دافعيتِهم يرتبط بشراء وتدخين السجائر.

حينما يرى المدخنون علب السجائر, أو يشمّون رائحة التبغ, أو حتى عند التفكير في التدخين, يحصلون على بعض الاندفاع.

يحصلون على دفعة من الدوبامين, دفعة من التحفيز.

“يجب عليّ أن أدخن, يجب عليّ أن ادخن, احّنُ الى ذلك الشعور بالثمالة.”

وبشكل غير مفاجئ, الدوبامين يشبه في تركيبه الادرينالين. فإذا أضفت مجموع إيثيل, تحصل على ادرينالين, واذا انتزعتها, تحصل على دوبامين.

صناعة التبغ قائمة وبشكلٍ كامل على نظام المكافأة الموجود داخل العقل البشري.

فكِّر مليّا في ذلك قبل أن تُكمل.

والأن بعد هذه المقدمة العلمية سوف نبدأ بتوضيح السبب الرئيسي في أن العديد من الناس لديهم مشكلة التسويف هو انتشار ما أسمّيه “المُضَلِلون” في مجتمعنا.

هؤلاء “المضللون” هم اكثر بكثير من مجرد كونهم يجعلونك تفعل الاشياء السهلة أولاً والتي تنتج احاسيس رائعة بدون تقديم أي مكافأة حقيقة أو ملموسة.

يمتلئ عالمنا بالتنبيهات التي تمكن الشخص أن يظل مستمتعًا طوال حياته ولكن بدون الحصول على قيمة حقيقية.

وهذة الحالة بشكل اساسي تشبه حالة العقم.

ولكن من هم هؤلاء لمُضَلِلون ؟

• وسائل التواصل الاجتماعي (سوشيال ميديا)

• التلفاز الذي لا ينطفيء

• الاطعمة المليئة بالسكر, الملح, والدهون

• المخدرات بجميع أنواعها

• النميمة

• العالب الفيديو

• ……

كل هذة الاشياء تعمل في دوائر المكافآت داخل عقلك حتى تستخرج الشعور الجيد.

فمثلًا عندما تسجل دخولك الى صفحة من صفحات التواصل الاجتماعي, فإنك تنتدهش بكمية التعليقات والإعجابات.

عندما تأكل الوجبات السريعة, تشعر بالشبع. ولا يوجد هناك مساحة للطعام الذي يحنوي على مغذيات حقيقية.

عندما تلعب العاب الفيديو, فإنك تقضي ساعات وساعات من السعي وراء مكافآت وهمية تخيلية.

نعم, كل هذه الاشياء جميلة, ولكن الناس يستخدموهم بشكل اكبر من المعتاد مما يجعلهم وسيلة للهرب.

تخيل دافعيتك أنها نقود. لديك كمية محدودة من الدافعية كي تقضيها كل يوم.

اذا اردت أن تنهي العمل على مشروع كبير والذي يجعلك تبذل قصارى جهدك, ستحتاج الى المزيد من الدافعية.

اذا انفقت دافعيتك وتحفيزك على كل تلك الاشياء التي لا تساعدك في أن تدفع نفسك للأمام, اذاً فقد اضعت دافعيتك لذلك اليوم.

ومع الوقت يأتي اليوم التالي, وتقوم بفعل نفس الاشياء.

كنتيجة لهذا الفعل, انت الآن قد ربطت “الدافعية” بالسعادة المؤقتة. وذلك ليس شيئًا جيدًا.

لأنه يعني حينما يأتي الوقت الذي تريد أن ترفع فيه الاحمال الثقيلة التي تنتج نتائج حقيقية, لن تقدر. لأنك ربطت السعادة والاستمتاع بمجرد افعال سريعة.

إنك تشعر بشعور جيد, لماذا تزعج نفسك بفعل ذلك الشيء لمجرد أنك تريد مكافأة ؟**

ذلك من أهم الاسباب التي تجعلني استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل قليل جدا. فهي تأخذ مساحة عقلية كبيرة لمجرد جائزة صغيرة.

 

من السهل جدًا أن تصنع حياة لا يوجد بها غير تضييع الوقت.

 

لن تستطيع أبدًا أن تشاهد جميع المسلسلات على نتفلكس, لن تستطيع قراءة كل المعلومات الموجودة على الانترنت, وكذلك لن تستطيع الوصول الى نهاية آخر الاخبار أو News Feed.

اذا, ما الذي يجب أن نفعله؟ علينا أن نضع حدودًا. يجب أن نقيّد تلك الاشياء. نضعهم في صندوق !

وإلا ستستحوذ على السلطة. ستصبح مثل الحشائش في الحدائق!

يجب أن تضع حدًا للوقت الذي تستغرقه في تصفح الانترنت, أو العاب الفيديو, أو السعي وراء مكافآت تخيلية.

اقضِ هذا الوقت في العمل على الاشياء التي ستجني ثمارًا على المدى البعيد.

لا, لن تحصل على كل تلك الكمية الكبيرة من ادوبامينلدوبامين, ولكن تخيل الأمر كأنه استثمار. فإنك لا تستثمر لأنك لا تريد ذلك, بل لأنك سوف تحتاج ذلك !

 

ستأتي تلك الايام التي ستشعر فيها بالكسل التام.

ولكن هل لديك العديد من الاشياء التي يجب عليك فعلها؛ لأنك لم تستثمر الوقت والطاقة لإنهاء كل تلك الاعمال؟ أم أنك تستطيع الآن أن تستريح لأنك فعلًا قد بذلت جهدك ؟

بالطبع ذلك الموضوع يتطلب عزيمة وانضباط ذاتي, ومن الصعب أن يصبح لديك انضباط ذاتي. ولكن عندما يكون لديك الانضباط الذاتي, تلك الخلفية من التحكم في النفس, ستبدأ في أن تصبح الحاكم لا الخادم.

في ذلك الوقت لن تحتاج الى أي تحفيز خارجي. أنت بالفعل مُحفَّز داخليًا؛ لأنك لديك خلفية عن العمل الشاق والعادات الجيدة في صندوق ادواتك.

لن يزعجك بعد ذلك الطعام غير الصحي, ولا كونك مُنهكًا ومُتعَبًا بعد العمل للذهاب الى الجيم, لن يزعجك عدم القبول من الناس, ستصبح شخصًا من الصعب جدًا أن ينكسر شوكتُه.

تلك هي الطريقة التي اكتشفتها للتغلب بعلى الكسل. انا متأكد من أن هناك العديد من الطرق الاخرى, ولكن نحن نحتاج الى أن نأخذ حذرنا من هؤلاؤ المضللون وأن نسأل أنفُسنا بشكلً ثابت: هل ما أفعله الان سيجعلني في نهاية اليوم اقول”تلك كانت مضيعة للوقت والطاقة” ؟

لأنه إن كان كذلك, قم بتحديد وقت لها أو احذفها.

لديك فرصة واحدة في هذه الحياة. لا تضيعها على هذه القمامة عديمة النفع.

ترجمة وإعداد:صلاح الدين محمد 

المصدر

اترك تعليقاً